الفصل الأول

(ساحة بلدة الشير. تدخل سعدى وبيدها زهرة العشّاق)
سعدى:
ـ1ـ
هَـ الْقِصَّه قِصِّةْ ضَيْعَه مَقْطُوفِه مْنِ النَّجْمْ
مَرَّه بِتْزَهِّر وْمَرَّه بِتْضِيع بْـهَالْعَتْمْ
وْكلّ سِتّ سْنِين بْيِنْتِخْبُوا مُخْتَارْ
وِبْيِنْسَمّ الْجَوّْ وِبْيِتْقَلْ الِعْيَارْ
ـ2ـ
وِاللَّيْلِه، يَا حَسْرَه، مَوْعد اللّعْبِه
الْكلّ بْيِغْتِنْيُوا وْمَا بْتِفْضَى جَيْبِه
إِلاَّ جَيْبِتْنَا نِحْنَا هَـ الْفُقْرَا
وْيَا رَبّ احْرِسْنَا تَا نْضَلّ لْبُكْرَا
(بعد الإنتهاء من الغناء، تبدأ بنتف أوراق الزهرة)
بِيحِبّنِي؟!..
مَا بِيحِبّنِي؟!..
بْيِرْجَعْ عَ الضَّيْعَه؟!..
مَا بْيِرْجِعْ عَ الضَّيْعَه؟!..
أُفْ شُو هَـ الْحَالِه.. دَايْماً مْسَكّرَه بْوِجِّي
إِنْتِي مَعِي وِلاَّ ضِدِّي يَا هَـ الزَّهْرَه
عِتْقِت سْنِين العُمْر.. وْبَعْدُو حَبِيبِي غَايِبْ؟!..
نعوم:
ـ1ـ
يَا زَهْرِة الْعشَّاقْ..
رَاضِيهَا.. رَاضِيهَا
أُوعِي تْزَعّلِيهَا..
قَلْبَا كْتِيرْ مِشْتَاقْ
ـ2ـ
قُولِيلاَ عَ طُولْ
حَبِيبِكْ بِيحِبِّكْ
جَايِي مْنِ الْمَجْهُولْ
تَا يِتْخَبَّى بْقَلْبِكْ
ـ3ـ
يَا رْفِيقِة الْحِلْوِينْ
يَا زِينِة إِيدَيْهُنْ
بِتْهَنِّي الْمَغْرُومِينْ
بْتِضَحَّكِي عْلَيْهُنْ
سعدى:
أَللّـه يِسْمَعْ مِنَّكْ يَا نَعُّومْ
وْيِرْجَعْ يَللِّي بْحِبُّو مْنِ الْهجْرَانْ
ما أَصْعَب النَّطْرَه عَ الْمَغْرُومْ
بِيعَلِّقْ عْيُونُو عَ الْحِيطَانْ
أَهَالِي الشير:
وَحْدَا الدَّبْكِه.. يَا نَعُّومْ
بِتْفَرِّحْ قَلْب الْمَغْرُومْ
وْبِتْخَلِّي سَاحِتْنَا تْطِيرْ
وِتْشَتِّي عَ الأَرْضْ نْجُومْ
نعّوم:
ـ1ـ
دَبْكِه.. دَبْكِه.. دَبْكِه شُوف
الْحلْوِه نِزْلِتْ عَ الدَّبْكِه
فَوْق عْيُونَا جَوْز سْيُوفْ
وْنَقْلِة إِجْرَيْهَا بْتِحْكِي
ـ2ـ
رَقِّصْهَا نِتْفِه يَا عُودْ
وْطَيِّرْلِي شَعْرَاتَا السُّودْ
وْيَا دَفّ بْضَرْبَاتَكْ جُودْ
وْعَرِّقْلِي هَـ الدِّرْبَكِّه
ـ3ـ
الْتَفُّوا حْوَالَيْهَا الشَّبَابْ
وْلَفُّوهَا بْنَظْرِةْ إِعْجَابْ
وْلِمِّنْ طَلْبُوا مِنْهَا جْوَابْ
رَقْصِتْ عَ شْفَافَا الضِّحْكِه
ـ4ـ
تْصَبَّرْ يَا قَلْبِي الْمَقْهُورْ
السّاحَه فِيهَا عَم بِتْدُورْ
وْعَم بِيزَقِّفْلاَ الْجُمْهُورْ
وْهِيِّي بْخَصْرَا عَمْ تِتْكِي
(يدخل زعيم الشير.. يُخَاطِب الأهالي)
زعيم الشير:
تَعَوْ.. تْعَوْ..
يَا رْفَاقِي تْعَوْ
إِنْتُو يَا نجْمِة الصُّبْحْ
الْـ بِتْبِشِّرْ بِالضَّوّْ
أهالي الشير:
إِنْتَ التِّمّ وْنِحْنَا الْكِلْمِه
وْلَوْلا التِّمّْ مَا فِي كِلْمِه
زعيم الشير:
بْتَعِرْفُوا يَا كْبَارْ
يَا رْفَاق الْمِشْوَارْ
اللَّيْلِه عِنْدِي جَلْسِه
وْمُشْ عَارِفْ إِخْتَارْ
مُختار لْهَالْكِرْسِي
أهالي الشير:
ما بْيِنْخَاف عْلَيْكْ
بْتِخْتَارْ اللِّي بْيِصْلَحْ
الصّدقْ بِـ عِينَيْكْ
وْبِمْحَبِّتْنَا مْسَلَّحْ
زعيم الشير:
ـ1ـ
عَمْ إِتْلَقَّى ضْغُوطْ
مِنْ فَجّ وْغَمِيقْ
وِالْـ مَا بَدُّو يْمُوتْ
بْيِخْتِنِقْ خَنِيقْ
ـ2ـ
مْبَارِحْ جَانِي فَخْرْ
وْقَلِّلي انْتِخِبْنِي
وْرِجِعْ إِجَا بَدْرْ
وْحَاوَل يْطَبِّقْنِي
ـ3ـ
وْقِلْتِلّو لَـ بَدْرْ
شُو مَا قِلْت لْفَخْرْ
وْيَا حَسِرْتِي كْذِبْتْ
كِذْبِه بْهَـ الْعُمْرْ
أهالي الشير:
كِذِبْتَكْ بَيْضَا
وْضِحِكْتَكْ بَيْضَا
مِتِل تَلْج بْلادْ
ما بْتَعْرِف الْفَوْضَى
سعدى:
مَا قِلْتِلّنَا بْأَيَّا ضَيْعَه
بَدُّو يْصِيرْ الإِنْتِخَابْ
زعيم الشير:
مَا قَالُولِي بْأَيَّا ضَيْعَه
كِل شِي قَالوا: السّاعَه سَبْعَه
وْعَ الْمَطْرَحْ.. مَقْفُول الْبَابْ!!
أهالي الشير:
عَ الْمَطْرَحْ.. مَقْفُول الْبَابْ
مِنْ دُونْ مِفْتَاحْ وْبُوَّابْ!!
زعيم الشير:
يَا أَهَالِي الشِّير
يَا أَهْلِي.. يَا مْحِبِّينْ
اجْتَمَعْنَا ضِهْرِيِّه
تَا تْقُولُولِي مِينْ
بِنْتِخِبْ عَشِيِّه
نعّوم:
عِنْدِي عَيْلِه وْمُشْ قَادِرْ إِكْفِيهَا
سعدى:
وْمِرْضِتْ أُمِّي وْمَا مَعِي دَاوِيهَا
نعّوم:
بَدّنَا وَاحِدْ كَفُّو بَيْضَا
وِعْيُونُو بْتِطَلَّعْ
يْفُوتْ عَ الِبْيُوتْ
يِقْعُدْ بَيْن النَّاسْ
عَ حَكْيُنْ يِتْسَمَّعْ
سعدى:
وْحَبِيبِي الْـ تَرَكْنِي
وْسَافَرْ بْهَالْكَوْنْ
وْبِالضَّيْعَه زَرَعْنِي
زَهْرَه مِنْ دُونْ لَوْنْ
حَابِبْ إِنُّو يْعُودْ
وْنَاطِرْ مِينْ يْرِدُّو
تا يِشْتِغِلْ بِأَرْضُو
الْـ هَجْرِتْهَا الزُّنُودْ
زعيم الشير:
وْسَاعِتْهَا الضَّمِيرْ
بِيعِيش بْأَمَانْ
وِبْيِكْبَر الزَّمَانْ
الْـ بَعْدُو طِفْل زْغِيرْ
(يدبك الجميع دبكة فرح)
سعدى:
ـ1ـ
فَتِّحْ يَا ضَمِيرْ.. فَتِّحْ يَا ضَمِيرْ
النَّاس اشْتَاقُوا عْلَيْكْ
عَ تِفْتِيحِةْ عِينَيْكْ
ما بْيِسْوَى تْنَام كْتِيرْ
ـ2ـ
بْهَالْعَصْر مَا فِي إِلاَّ
صَوْت الْمَصَارِي طَالِعْ
وْحكْم الدِّنِي كِلاَّ
لِلْفِي عِنْدُو مَصَانِعْ
جَوَاهِر وْحَرِيرْ
ـ3ـ
فِي كْتَارْ خِلْقُوا يْجِخُّوا
مْنِ الْجَخّ عِمْيُوا عْيُونُنْ
وِكْتَارْ خِلْقُوا يْنِخُّوا
تَا حَتَّى يْعَبُّوا بْطُونُنْ
مِنْ فَضْلِة الأَمِيرْ
(يخرج زعيم الشير. تدخل مجموعة من الفلاحين.. عادل يلتقي نعّوم)
عادل:
سامِعْ أَوْ مَنَّكْ سَامِعْ
شُو عَمْ يِحْكُوا النَّاسْ
الْعَسْكَرْ بِسْلاحُو اللاَّمِعْ
جَايِي عَ ضَيْعِتْنَا
تَا يْخَيِّمْ بِسَاحِتْنَا
وِيْبَعِّدْ عَنْهَا النَّاسْ
قالْ فِي قَرَارْ
إِنُّو السَّاحَه تِفْضَى
تَا يِنْتِخْبُوا مُخْتَارْ
وْجَايِي شَخْصِيَّاتْ
مِنْ دُوَل بْعِيدِه
بْيِحْكُوا بِالْمِيَّاتْ
تَا يْرِدُّوا اللِّي حَادْ
مْنِ الرُّوس الْعَنِيدِه
وْقَالْ يِمْكِنْ تِعْلَقْ
وِيْصِيرْ فِي مَشَاكِلْ
وْيِتْكَسَّر الزَّنْبَقْ
عَ حْفَافي الْمَشَاتِلْ
نعّوم:
وْلَيْش اخْتَارُوا الشِّيرْ
وْفِي بُلْدَان كْتِيرْ؟!
عادل:
بْحَيْث الشِّيرْ مْسَالِـمْ
لا بْيِحْكِي وْلا بْيِسْمَعْ
وْبِيضَلُّو يِتْطَلَّعْ
نعّوم:
لكِنْ فِي قَانُون
وْفِي حُرْمِةْ بَلَدْ
عادل:
بْيِتْطَبَّقْ الْقَانُونْ
وَقْت اللِّي مْنِتْخَلَّصْ مِنْ مَرَض الْحَسَدْ
نعّوم:
وْحُرِّيِّتْنَا كِيف مْنِرْضَى تِنْدَاسْ؟!
عادل:
اسْآلْ بَاقِي النَّاسْ!!
نعّوم:
مات الرَّايْ
وِانْتَحَر الْحَكِي
وْسَافَر الطَّيْرْ
عادل:
وْشُو بْيِنْفَع الرَّايْ
وْشُو بْيِنْفَع الْحَكِي
بِبْلادْنَا.. وِالْكلّ
بَدُّنْ رِضَى الْغَيْرْ؟!
(فتيات الشير يحملن جرار الماء، يسقين الفلاحين)
الفتيات:
الْعَوَافِي..
الفلاّحون:
أَهْلاَ بِالْحِلْوِينْ
أَهْلاَ بِالشَّلْحَات الْحُمْرْ
وِبْرَمْز اللَّطَافِه
الفتيات:
كِيف الْهِمِّه.. انْشَاللّـه مْنِيحَه؟
الفلاحون:
كِنَّا تِعْبَانِينْ
وْلِمِّنْ شِفْنَاكُنْ طِلَّيْتُو
حِسَّيْنَا بِالرَّاحَه
سعدى:
إِسِمْكُنْ مَحْفُورْ عَ جبْهة الْخَيْرْ
يَا زْنُود الْقَوِيِّه الرِبْيَانِه عَ الْحُبّْ
بْتِزْرَعُوا الْحَفَافِي الْـ مَا بْيُوصَلاَّ طَيْرْ
تَا يِشْبَعْ جُوعَان وْيِتْضَحَّكْ شِي قَلْبْ
عادل:
ـ1ـ
حَاكِينِي حَاكِينِي يَا زَهْرِة الْقَصَبْ
يَا صُورَه مَرْسُومِه عَ وَرَق الشَّجَرْ
كَتَبْتِكْ قَصِيدِه وِالشِّعْر اللِّي انْكَتَبْ
ضَايِعْ بِـ هَاللَّيْلْ وْما عَادْ لُو أَثَرْ
ـ2ـ
ضِحْكِتْلِي الإِيَّام وْقَطَفْنِي الْهَوَى
وْقِلْتِلِّك: لْوَيْنْ.. حَاكِينِي شُو بِكِي؟
لا تِقْسِي عَ الْجُرْح وْبِعْيُونِك الدَّوَا
الْجُرح الْـ بِشْكِي مِنُّو بْيِتْدَاوَى بِالْحَكِي
ـ3ـ
وِالسَّمَا الْمضْوِيِّه بِقْنَادِيل الْمَسَا
عْيُونِكْ يَا صَبِيِّه نَسِّتْنِي الْقَنَادِيلْ
خَايِف لَـ يِنْسُونِي وْخَطِيِّه إِنَّسَى
وْيِرْمُونِي بْخَبْرِيِّه خَبَّرْهَا الْمُسْتَحِيلْ
ـ4ـ
يَا رَيْتْ بِقْدِرْ سَكِّرْ بْوَابْ الْعِتَابْ
وْأُوقَفْ عَ نِصّ الدَّرْبْ وِالدِّنْيِي غيَابْ
وْقِلِّكْ: أَنَا لَوْلا عْيُونِكْ مُشْ أَنَا
وْلَوْلا وْجُودِكْ هَـ الْعُمرْ كلُّو عَذَابْ
(تدخل الفرقة العسكريّة.. تحاول إخراج الناس من الساحة)
الشاويش:
بِمَا إِنُّو السَّاحَه
مْهِمِّه كْتِيرْ
اسْتِوْلَيْنَا عَ السَّاحَه
يَا أَهَالِي الشِّيرْ
مَمْنُوعْ الْمُرُورْ
مَمْنُوع الْوُقُوفْ
ومَمْنُوع التِّزْمِيرْ
سَعْدَى:
أَنَا بَيْتِي حَدِّ السَّاحَه
وْطَرِيقُو بْتِمْرُقْ بِالسَّاحَه
يِعْنِي بْسَكِّرْ بَيْتِي؟!
الشاويش:
خُدُولْكُنْ شِي نِتْفِةْ رَاحَه
مَجْبُورِينْ نْفَضِّي السَّاحَه
قَبْل السَّاعَه سِتِّه
سعدى:
مُشْ مَعْقُولْ..
الشاويش:
هَيْدَا أَمْرْ
وِاللِّي بِيخَالِف الأَمْرْ
مْنِحِبْسُو عَ طُولْ
إمرأة:
يَا أَفَنْدِي أَنَا حِرْمِه
خِتْيَارَه.. وْمَا عِنْدِي هِمِّه
وْمَوْصِفْلِي شُوفْ وجِهْ رَبِّي..
الشاويش:
يَا سِتِّي حِنَّنْتِي قَلْبِي
وْقَلْبِي آلِه بْإِيدْ السُّلْطَه
وِالسُّلْطَه بِتْدِيرْ الآلِه
لَـ آخِر اللّعْبِه
(يدخل زعيم الشير.. يقترب من الفرقة العسكرية.. يتجمهر الناس حوله)
زعيم الشير:
كِيف الْوَضْع.. انْشَاللَّه هَادِي؟
العسكر:
قِلِّةْ مَا منِسْمَعْ أَخْبَارْ
وْنِحْنَا وِالْحَكِي أَعَادِي
زعيم الشير:
وْمِينْ الْـ بَعَتْكُنْ عَ الشِّيرْ؟!
العسكر:
بَعَتْنَا اللاّزِمْ يِبْعَتْنَا
تَا نْحَافِظْ عَ الأَمْنْ
زعيم الشير:
وْشُو بْتِعْتِقْدُوا يْصِيرْ؟
العسكر:
مَا مْنَعْرِف.. هَايْ مُشْ شَغْلِتْنَا
شَغْلِتْنَا بِالأَمْنْ!!
(أهالي الشير يثورون. يحتجون. يتحركون بانفعال)
أهالي الشير:
انْجَرْحِت الْحُرِّيِّه
انْجَرْحِت الْحُرِّيِّه
وِانْبَحّ صَوْت الشَّعْبْ
زعيم الشير:
شُو الْقِصَّه قُولُولِي
تَا الْحُرِّيِّه مَخْجُولِه
وْمِرْمِيِّه عَ الدَّرْبْ؟!
أهالي الشّير:
هَـ الضَّيْعَه ضَيْعِتْنَا
وْمَنْعُونَا بِـ سَاحِتْنَا
نِمْشِي.. نْغَنِّي وِنْطلّْ
زعيم الشير:
رَح حاوِلْ إِقْنَعْهُنْ
عَ الهَدَا.. وْفَهّمْهُنْ
إِنُّو السَّاحَه لِلْكِلّْ
(يقترب زعيم الشير من الشاويش. يتجادل معه. الشاويش لا يقتنع)
عادل:
حِلاَّ يَا شَاوِيشْ..
الشاويش:
مَا بْتِنْحَلّْ..
سعدى:
طَرِّيهَا يَا شَاويش..
الشاويش:
مَا بْتِنْحَلّْ..
نعُّوم:
وْلَنُّو شِي سَاعْتَيْنْ..
تَا نْمَلِّي مْنِ الْعَيْنْ..
الشاويش:
ما بْتِنْحَلّْ..
زعيم الشير:
حِلاَّ يَا شَاوِيشْ
طَرِّيهَا يَا شَاوِيشْ
وْلَنُّو شِي سَاعْتَيْنْ
تَا يْمَلُّوا مْنِ الْعَيْنْ
الشاويش:
ما بْتِنْحَلّْ..
زعيم الشير:
شُو بَاكْ مْرَوْكَبْ عَ فَرْدْ كِلْمِه ؟!..
الشاويش:
ما بْتِنْحَلّْ..
(زعيم الشير يستعمل تلفون اللاسلكي.. يتّصل بالمراجع العليا..
يعطي التلفون للشاويش..)

الشاويش:
أمرك سيدي.. طَيِّبْ سِيدِي.. بْخَاطْرَكْ سِيدِي..
إِلَى الأَمامْ سِرّ..
زعيم الشير:
الشَّاويش قَلْبُو طَيِّبْ، أَخَّرْ تِنْفِيذ الْقَرَارْ سَاعَه.. كْرَامِة عْيُونْكُنْ..
(يهلّل الشعب.. يرقص..)
سعدى:
ـ1ـ
قَالُوا ابْتَدَى يَوْم الْفَرَحْ
وِالْحُزن خَزَّقْ بَدْلِتُو
وِالطّفل مَطْرَحْ مَا انْجَرَحْ
دَاوَى الْجرح بِـ ضِحْكِتُو
ـ2ـ
قَالُوا الْعَتمْ فَلّ وْرَحَلْ
قِلْنَا الْعَتمْ مَا لُو مَحَلّْ
بَدْر السَّمَا الْيَوْم اكْتَمَلْ
غَنُّوا يَا نَاس لْطَلِّتُو
ـ3ـ
نِحْنَا إِذَا جَار الْقَدَرْ
مَرَّه عَلَيْنَا وِانْتَصَرْ
لا تْفَكِّرُوا مْنِتْرُكْ أَثَرْ
مِنْ عَيْلِتُو وْذِرِّيِّتُو
ـ4ـ
جِينَا وْعَ صَخْرَات الدِّنِي
لْقِينَا التَّوَاضُعْ مِنْحِنِي
بْنِينَا قَصرْ مَا بْيِنْبِنِي
لَوْ مَا إِيدَيْنَا بِنْيِتُو
(صوت بوق. يدخل فخر بك وبرفقته عازف بوق)
فخر بك:
زَمِّرْ.. شُو بَاكْ وِقَّفْتْ؟!
الْمُوسِيقَى مَغْنَاطِيس بْتِجْلُبْ النَّاسْ لِلْمَا عِنْدُو نَاسْ؟!
عازف البوق:
يا فَخرْ بَيْكْ..
صَرْلَكْ طُولْ الدَّرْب تْقِللِّي زَمِّرْ وِنْفُوخْ تَا قْطَعْتِلِّي حَيْلِي..
فخر بك:
طَيِّبْ.. عَرِّفُنْ عْلَيِّي..
بَسّ انْتِبِه لَـ تِغْلَطْ شِي غَلْطَه وِتْجَرِّصْنِي..
عازف البوق:
أَللَّـه مَعْكُنْ..
أهالي الشير:
خَيْر انْشَاللَّه.. أَمْرْ
عازف البوق:
حَضِرْتِي.. لأْ.. حَضِرْتُو الزَّعِيمْ
اللِّي صُورْتُو مَرْسُومِه عَ لَوْحة الصَّدْرْ
أهالي الشير:
أَهْلاَ وْسَهْلا بْكلّ الزُّعَمَا..
عازف البوق:
بَيُّو كَانْ سَفِيرْ
لَوْلا أَتْعَابُو الطَّرِيقْ مَا وِصْلِتْ عَ الشّيرْ
أهالي الشير:
مْنِشْكُرْ بَيُّو وْكِلّ الْعَيْلِه
عازف البوق:
وْيِمْكِنْ بَدُّو يْصِيرْ
بِالْمِسْتَقْبِلْ
شِي مِتْمَوِّلْ
أَوْ شِي.. وَزِيرْ
أهالي الشير:
أَللَّـه الْعَاطِي..
عادل:
تْفَضَّلْ كِرْسِي
فخر بك:
مَمْنُونَك كْتِيرْ..
كِنَّا مْنِتْعَبْ لَوْلا الْكِرْسِي..
عازف البوق:
سْمِعْنَا إِنُّو التَّجَوُّلْ مَمْنُوعْ
وِالْحَالِه مَنْحُوسِه وْيَوْمِيِّه بْيُوقَعْ شَرّْ
تَارِي الْقِصَّه كِلاَّ كِذْبِه
وْخَلْف الْكِذْبِه سِرّْ
فخر بك:
خَلِّينَا بْصُلْب الْمَوْضُوعْ..
أهالي الشير:
مْأَكَّدْ عَ السَّفَرْ
عَشْعَشِتْ فِيكُنْ الْغَبْرَه
وْتَعَّبْكُنْ الْمَشِي
عازف البوق:
حَضِرْتُو مَا صَابُو شِي
لَكِنْ عَ كِتْرِ التِّنْفِيخْ
مَحْسُوبْكُنْ نَشَّفْ زَلْعُومُو
مِتْل الْبَالِعْ سِيخْ..
فخر بك:
اسْأَلْهُنْ وَيْنْ بَدّنَا نِرْتَاحْ..
أهالي الشير:
عِنَّا بْيُوت زْغَارْ
وْمَسَاكِبْ وَرْد وْغَارْ
تْفَضّلُو عَ بْيُوتْنَا
الْمَفْتُوحَه لَيْل نْهَارْ
نِحْنَا مِنْ زَمَانْ
جِينَا لْهَالْمَكَانْ
وِكْتَبْنَا عَلَى بَابُو:
يَا أَهْلا بِالزُّوَّارْ
(فخر بك يغادر الساحة..
صوت البوق يسبقه وأهالي الشير يتبعونه. سعدى تناجي حبيبها
)
سعدى:
ـ1ـ
نَطَرْتَكْ يَا حَبِيبِي
عَ مْفَارِقْ اللَّيَالِي
مِتِلْ شِي غَرِيبِه
وْعَم فَتِّشْ عَلَى حَالِي
ـ2ـ
وِعْيُونِي الْمِسْوَدِّه
مِلْيَانِه بِالدَّمْعْ
وِالدَّمْع الْـ عَ خَدِّي
جَامِدْ مِتْل الشَّمْعْ
وِحْبُوب الدَّوَالِي
ـ3ـ
وِالْعَتْم الْـ عَمْ يِزْحَفْ
عَ قْلُوب الأَحِبَّه
وِصْل لْعِنْدِي وْوَقَّفْ
وَينْ بَدِّي إِتْخَبَّى
مِنْ عَتْم اللَّيَالِي؟
ـ4ـ
نَطَرْتَكْ.. وِالطَّرِيقْ
عَمْ تِطْوَل وْتِطْوَلْ
وْهَـ الْقَلْب الْغَرِيقْ
مُشْ قَادِرْ يِتْحَمَّلْ
هجْرَانَكْ يَا غَالِي
عادل:
يَا سَعْدى حْبَال الْحَنِينْ
مَا بْتِنْشُلْ غَرِيقْ
صَرْلُو مْسَافَرْ خَمْس سْنِينْ
وْبَعْدِكْ عَ الطَّرِيقْ
سعدى:
قَوْلَكْ رَح بِتْصِيرْ وْعُودُو
غَيْم وْهَبِّة رِيحْ
عادل:
وْعَتْمِه سَوْدَا خَلْف جْرُودُو
عَمْ تِعْوِي وِتْصِيحْ
سعدى:
يِعْنِي رَاحْ؟!..
عادل:
وْشَمَّعْ خَيْطُو..
سعدى:
لا تْبَغِّضْنِي فِيهْ..
عادل:
يَا خْطَيْتُو قَلْبِكْ يَا خْطَيْتُو
ناطِرْ تَا يْلاقِيه..
(سعدى تقترب من عادل وهي خائفة)
سعدى:
عادِلْ...
عادل:
شُو فِي يَا سَعْدَى؟!
سعدى:
شَايْفِه نَاسْ..
عادل:
وْسَامِعْ صَوْتْ..
سعدى:
وصْلُوا النّاسْ..
عادل:
وْقوِي الصَّوْتْ..
(بدر بك وأزلامه.. الأسلحة ظاهرة بأيديهم)
الأزلام:
ـ1ـ
بَدرْ بَيْك لا تِهْتَمّْ
عِنْدَكْ زِلْـم بْتِشْرَبْ دَمّْ
ـ2ـ
بَدرْ بَيْكْ.. بَدرْ بَيْكْ
كلّ الْعَالَـمْ لَـ عِينَيْكْ
ـ3ـ
بَدرْ بَيْك نِيَّالَكْ
بِتْرَبِّي الْهَوْل رْجَالَكْ
عادل:
يَا إِخْوَانْ.. عَ رَوَاقْ
هَـ الضَّيْعَه هَنِيِّه
وْمَعْقُول الرَّدِيِّه
تْوَلِّدْ مَشْكَل وِخْنَاقْ
أحد الأزلام:
انْقِبْر سْكُوتْ
حَكْيَكْ مُرّ مَا بْيِنْطَاقْ..
عادل:
عِيفُونا مْن التَّعَدِّي
أحد الأزلام:
نِحْنَا خْلِقْنَا الْمَرَاجِلْ
وْمُشْ صَعْب عْلَيْنَا نْقَاتِلْ
سعدى:
هَدِّي انْكَنَّكْ بِتْهَدِّي..
عادل:
لا يا سَعْدى..
أحد الأزلام:
تْرِكْهَا تْصَرِّخْ..
وَاللَّـه هَـ الضَّيْعَه لَـ نْدَوِّخْ
سعدى:
عِنَّا رْجَالْ
كَانُوا.. وْرَحْ يِبْقُوا أَبْطَالْ
أحد الأزلام:
لْسَانِكْ أَطْوَلْ مِنْ حِرْبَايِه
عادل:
شَايِفْ رَحْ تِكْبَرْ الِحْكَايِه..
سعدى:
هِمِّتْكُنْ يَا رْجَالْ الشِّيرْ..
أحد الأزلام:
رْجَالِكْ يَا بِنْت صْرَاصِيرْ
(يدخل أهالي الشير،
يقع اشتباك استعراضي موسيقي صاخب بين أهالي الشير وأزلام بدر بك.
يدوم الاشتباك فترة من الوقت ثـم تنطفىء الأنوار)
**